في الصورة الملتقطة جوا بطائرة بدون طيار يوم 21 مايو 2025، جسر الصداقة الصيني-الموريتاني في نواكشوط، موريتانيا. (شينخوا)
بقلم: جلال شين وسي يوان
نواكشوط 22 يوليو 2025 (شينخوا) بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ60 سنة لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية الصين الشعبية، قدم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بإسمه الشخصي ونيابة عن الحكومة والشعب الموريتاني إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ والحكومة والشعب الصينيين بخالص التهاني، معبرا عن عميق اعتزازه بالعلاقات المتينة وعرى الصداقة التي جمعت وماتزال البلدين.
جاء ذلك خلال مقابلة مشتركة أجرتها مع الرئيس الغزواني وسائل الإعلام الصينية الرسمية الكبرى الثلاث وهي وكالة أنباء ((شينخوا)) والمجموعة الصينية للإعلام وصحيفة (الشعب) اليومية أخيرا في مقر الرئاسة الموريتانية في العاصمة نواكشوط.
وأكد الرئيس الغزواني أن العلاقات التي تجمع موريتانيا والصين، تمتد لأزيد من ستة عقود، وهي علاقات راسية وقوية تقوم على التعاون والتبادل لصالح الطرفين والاحترام التام، بالإضافة إلى التنسيق الكبير حد التطابق أحيانا حول القضايا الدولية الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن متانة هذه العلاقات قد ساهمت في تنوع وتعدد مجالات الشراكة والتعاون بين البلدين والتي شملت كافة المواضيع مثل البنى التحتية والصيد والصحة والتعليم والطاقة والصناعة، والنقل والتكنولوجيا الرقمية وغيرها، ونحن نسعى دائما إلى مواصلة تعزيز هذه العلاقات بما يخدم تطلعات شعبينا الصديقين.
وأشار الرئيس الغزواني إلى أنه منذ وصوله للسلطة سنة 2019، شهد التعاون بين موريتانيا والصين تطورًا ملحوظًا في عدة مجالات، معزّزًا بشراكات استراتيجية ومبادرات تنموية متجددة نعول من خلالها على تطوير وتنويع الاقتصاد الوطني. وعلى سبيل المثال أخيرا وفي إطار تمويل التنمية، وقع البلدان خلال شهر أبريل 2025، اتفاق تعاون اقتصادي وفني بقيمة 200 مليون يوان صيني (حوالي 1.1 مليار أوقية جديدة) مخصصة لتمويل مشاريع تنموية حكومية.
ونوه الرئيس الغزواني بلقاءات عقدها مع الرئيس شي، قائلا إنه خلال تلك اللقاءات لمس عن قرب مدى التزامه الصادق وسعيه الدؤوب إلى تعزيز الشراكة مع دول القارة الإفريقية عموما، ومع موريتانيا بشكل خاص. كما لمس منه إصرارا قويا باستعداد الصين الدائم للانخراط في مساعدة الدول الأقل نموا وخاصة في إفريقيا بما يسمح لها بتجاوز التحديات التنموية التي تواجهها مع الحفاظ على علاقات تطبعها الشفافية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأكد أن هذا الإصرار يعكس بعمق ما يتمتع به الرئيس شي جين بينغ، من خصال قيادية مشهودة وحرصه على تطوير علاقات الصين بدول العالم في إطار من الاحترام المتبادل والتعاون المبني على العدل والإنصاف.
وقال إن الصين تشكل الشريك التجاري الأول لموريتانيا، ويشمل التعاون الصيني الموريتاني مجالات عديدة بالغة الأهمية كالبنى التحتية، والصيد، والصحة، والتعليم، والنقل والطاقة، معبرا عن تطلع الجانب الموريتاني إلى تعزيز هذه الشراكة بجلب الاستثمارات الصينية عبر عديد الفرص الاستثمارية الواعدة في مجالات المعادن والطاقات النظيفة والبنى التحتية وكذا من خلال التحفيزات الضريبية والموقع الاستراتيجي المهم لبلادنا.
وأضاف أنه ترجمة للشراكة التجارية الاستراتيجية بين البلدين، عرف التبادل التجاري ديناميكية متصاعدة حيث بلغ حجم التبادل التجاري في العام 2024 نحو 2.41 مليار دولار أمريكي، بزيادة نسبتها 7.59 % مقارنة بالعام 2023، مما مكن ميزان المدفوعات بموريتانيا من تحقيق فائضً تجاري قيمته 330 مليون دولار، مسجلا بذلك توازنا نسبيا في الشراكة الاقتصادية ساهم فيه بشكل كبير استحواذ الصين على نحو 70 % من صادرات خام الحديد الموريتاني.
وأشار إلى أن موريتانيا بفضل موقعها الاستراتيجي وما تزخر به من ثروات وإمكانات، وبحكم علاقاتها الوطيدة بجمهورية الصين الشعبية، ظلت وما تزال تدعم بقوة مبادرة "الحزام والطريق" فهي تعد إحدى المبادرات الرائدة والطموحة التي أطلقتها الصين خلال السنوات الأخيرة، وتسعى هذه المبادرة لتوسيع وتنويع علاقات الصين الاقتصادية مع مختلف دول العالم، وكذلك تعزيز الشراكة، والتبادل التجاري وخلق الفرص الاستثمارية الواعدة.
في الصورة الملتقطة يوم 21 مايو 2025، فيصل بيروق، مستشار المدير العام لهيئة الموانئ، يتحدث عن مرافق ميناء الصداقة في نواكشوط، موريتانيا.
وقال إن التعاون بين موريتانيا والصين لا يقتصر على المجال التجاري بل يتجاوز ذلك ليشمل مجالات تنموية حيوية مثل البنية التحتية بمشاركة نشطة للشركات الصينية في مشاريع بنية تحتية كبرى (جسر روصو الذي يربط بين موريتانيا والسنغال، جسر الصداقة، مشاريع طرقية عدة، مينائي تانيت وانجاكو)، الطاقة، الزراعة (حيث إن الصين بإسهامها في تطوير زراعة الأرز في موريتانيا، تساهم في تعزيز الأمن الغذائي بشكل مباشر في موريتانيا، وهو ما يدعم أهداف الصين في مبادرة الحزام والطريق)، الصيد (من خلال وجود عدة مصانع صينية تساهم في تثمين المنتجات البحرية وخلق فرص عمل محلية)، والتقنيات الرقمية (شركات صينية تساهم في تحديث شبكات الهاتف المحمول والإنترنت في موريتانيا).
وأوضح أن موريتانيا تعمل على تحقيق تحول طاقوي شامل ومستديم، يضمن الانتقال السلس من استخدام الطاقات الأحفورية إلى استخدام الطاقات المتجددة، فموريتانيا تزخر بالطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر وهي تشجع الاستثمار في هذه الطاقات المتجددة وتدعم بشدة جلب استثمارات وخلق شراكات صينية ــ موريتانية ستمكن من نقل التكنولوجيا الصينية المتطورة في هذا المجال وستجعل موريتانيا في صدارة التحول الطاقوي على المستوى القاري.
ووجه الرئيس الغزواني رسالته إلى الشباب في كلا البلدين، تتمثل بضرورة التسلح بالمعارف والإقبال على التعلم، فالشباب عماد التنمية ومحركها الأساس، ولذلك فالتعويل عليه كبير في بناء حاضر ومستقبل البلدين، وإن للدور البارز لبرامج التبادل الثقافي واللغوي، كبير الأثر في التقارب وتعميق العلاقات ومد جسور التعاون والتفاهم بين موريتانيا والصين.
وقال إنه سبق له وأن أشار إلى أن الشراكة الصينية ــ الإفريقية تعد نموذجا فريدا للشركة المتبادلة، وتشكل أساسا راسخا للتعاون والتنمية الشاملة المستديمة بين الجانبين، فالنمو المتسارع للاقتصاد الصيني، والفرص الاستثمارية المشجعة للسوق الإفريقي، هي مؤشرات واعدة بإمكانية خلق تكامل اقتصادي صيني ــ إفريقي، يسمح باستغلال أمثل لما توفره الصين من استثمارات ضخمة وما تزخر به القارة الإفريقية من موارد متنوعة، سبيلا إلى تحقيق الاستفادة المتبادلة بطريقة أكثر عدلا وإنصافا في ظل نظام عالمي يحتاج مراجعة كبيرة وإصلاح عميق فيما يتعلق بالحكامة المالية والاقتصادية وغيرها.
وأكد أنه يولي بالغ العناية لصورة موريتانيا على المستوى الخارجي، ولذلك يحرص على اعتماد دبلوماسية نشطة ومتوازنة، تتبنى قواعد الاحترام المتبادل وحسن الجوار وتساهم بفعالية في تعزيز التعاون المثمر والبناء، كما تدعم نشر الأمن والسلم والاستقرار، إقليميا وقاريا ودوليا.
وفيما يتعلق بالدور الثاني للقمة الصينية - العربية، قال الرئيس الغزواني إن العلاقات الصينية ــ العربية ظلت تنمو وتتعزز بحكم ما ترتكز عليه من أساسات صلبة، بفضل حرص الجانبين على إرساء تعاون شامل مثمر وبناء، يضمن تعزيز المصالح المشتركة من خلال تكثيف وتنويع التبادلات التجارية بين الطرفين.
وفي السياق ذاته أكد الرئيس الغزواني أن موريتانيا، تولي أهمية قصوى لترقية العلاقات الصينية ــ العربية وتعمل بجهد للمساهمة في بناء شراكة إستراتيجية راسخة تعزز التعاون الاقتصادي والاستفادة من التطور التكنولوجي الصيني وتحقق تطلعات الطرفين.
وفي ختام المقابلة، أعرب الرئيس الغزواني عن تمنياته لموريتانيا والصين والشعبين الموريتاني والصيني الصديقين بمزيد من التقدم والنماء.
参考内容:
“60年来,毛中关系始终建立在互利合作、相互尊重、平等相待的基础上,牢固且强有力。”毛里塔尼亚总统加兹瓦尼17日在位于首都努瓦克肖特的总统府接受新华社等中国媒体联合采访时,对毛中两国建立外交关系60周年表示祝贺,并高度评价两国长期以来建立的深厚友谊。
7月17日,毛里塔尼亚总统加兹瓦尼在位于首都努瓦克肖特的总统府接受新华社记者采访。 新华社记者 韩旭 摄
加兹瓦尼强调,60年来,毛中在共同关心的国际和地区问题上进行大量协调,经常看法完全一致。毛方一直致力于深化对华友好关系,两国关系强劲有力,双边合作领域日益广泛,涵盖基础设施、渔业、卫生、教育、能源、工业、交通及数字技术等多个方面。
加兹瓦尼2019年首次当选毛里塔尼亚总统,2024年再次赢得总统选举。他指出,自2019年以来,毛中两国在多个领域的合作取得显著进展。2024年,毛中关系提升为战略伙伴关系,两国合作进一步加强,毛方在促进国民经济增长和推动经济多元化方面取得更大实质进展。
加兹瓦尼特别谈到,自己同习近平主席进行过多次会晤,深切感受到习近平主席对加强同非洲国家合作的真挚态度和为此作出的不懈努力。中国向非洲国家和最不发达国家提供支持,在帮助这些国家应对发展挑战的同时,始终坚持透明、相互尊重和互利共赢原则。他对习近平主席始终致力于在公平正义、相互尊重与合作的基础上发展同世界各国关系表示高度赞赏。
加兹瓦尼说,中国长期是毛里塔尼亚第一大贸易伙伴。2024年,毛中贸易总额24.2亿美元,同比增长约7.8%。毛方期待吸引更多中国投资,将在矿产资源、清洁能源和基础设施等领域提供更多具有投资前景的机会和税收优惠政策,进一步增强两国贸易往来的活力。
加兹瓦尼强调,毛方始终支持共建“一带一路”倡议,并高度评价中国企业为毛里塔尼亚发展作出的积极贡献。他提到,中方参与建设的连接毛里塔尼亚和塞内加尔的罗索大桥、中毛友谊立交桥、塔尼特渔港等重大基础设施项目,极大改善了毛交通和物流条件。在农业领域,中国在水稻种植方面的支持切实提升了毛里塔尼亚的粮食安全。
加兹瓦尼说,毛里塔尼亚正致力于推进全面可持续的能源转型,努力实现从化石能源向可再生能源的平稳过渡。毛里塔尼亚拥有丰富的太阳能、风能和绿色氢能资源,毛方期待扩大对可再生能源领域的投资,愿与中方建立能源领域合作伙伴关系,借助中方先进技术,推动毛里塔尼亚在非洲大陆能源转型进程中走在前列。
加兹瓦尼还说,毛方还期待进一步加强与中方在文化交流方面的合作,增进两国人民之间的相互理解。
加兹瓦尼指出,毛中伙伴关系同更广泛的非中合作框架密不可分。非中合作已成为南南合作的典范。自2000年中非合作论坛成立以来,该机制在促进共同发展、构建基于共同利益的未来方面发挥了重要作用,为非中双方实现全面可持续合作与发展奠定坚实基础。中国经济的快速发展和非洲市场丰富的投资机会,为推动非中共同繁荣创造广阔前景。
加兹瓦尼指出,毛里塔尼亚政府奉行积极和平衡的外交政策,秉持相互尊重和睦邻友好原则,鼓励与各国开展富有成效且建设性的合作,支持地区、非洲大陆及全世界的安全、和平与稳定。
谈及明年即将在华举行的第二届中阿峰会,加兹瓦尼表示,毛方高度重视推动阿中关系发展,积极努力为构建稳固的阿中战略伙伴关系贡献力量,包括毛里塔尼亚在内的广大阿拉伯国家致力于与中国建立富有成效且建设性的全面合作。
来源:新华网
编辑:马学军